Wednesday, December 4, 2019

حكيمُ بن حزام

وبعد غزوةِ حُنين سأل حكيمُ بن حزام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنائم فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، حتى بلغَ ما أخذه مائة بعير (وكان يومئذٍ حديث إسلامه). فقال له الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «يا حكيم: إن هذا المال حُلوة خضِرة (حلو محبب للنفس) فمن أخذه بسخاوة نفسٍ(بقناعة) بُورك له فيه. ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ (بطمع) لم يُبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع. واليدُ العُليا خيرٌ من اليد السفلى». فلما سمعَ حكيمُ بن حزامٍ ذلك من الرسول عليه الصلاة والسلام قال: يا رسول الله، والذي بَعثكَ بالحق لا أسألُ أحداً بعدك شيئاً، ولا آخذ من أحدٍ شيئاً حتى أفارق الدنيا. وبرَّ حكيمٌ بقسمه أصدق البرِّ. ففي عهد أبي بكرٍ دعاه الصدِّيق أكثرَ من مرةٍ لأخذ عَطائه من بيتِ مالِ المسلمين فأبى أن يأخذه، ولما آلت الخلافة إلى الفاروق دعاه إلى أخذ عطائه فأبى منه شيئاً أيضاً. فقام عمرُ في الناس وقال: أشهدُكم يا مَعشرَ المسلمين، أني أدعو حكيماً إلى أخذِ عطائه فيأبى.
وظل حكيمٌ كذلك لم يأخذ من أحدٍ شيئاً حتى فارق الحياة. .


No comments:

Post a Comment

Hordhaca kitaabka Ar-baciin nawawi

  Hordhac Waxa Mahad oo dhan u sugnaatay rabbiga Caalamka oo dhan u taagan maamulka dhulalka iyo Cirarka., maamulayey makhluuqa oo dhan. Soo...